عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عند مقدمه الجابية من أرض دمشق مر
بقوم مجذومين من النصارى فأمر بأن يعطوا من الصدقات، وأن يجري عليهم
القوت (1).
ولم يكن ذلك من عمر رضي الله عنه اجتهادا، ولا عاطفة أملت عليه
الرفق بهؤلاء لأنه حينئذ يكون قد أشرك في المال من ليسوا من أهله أو على
الأقل جعل لغير المسلمين ما ليس لهم، وما كان لعمر أن يفعل ذلك أبدا.
اولا: لحرصه على ألا يخالف هدى صاحبيه.
وثانيا: لبغضه الشديد لأعداء الدين. الذي امن به، لهذا فإني أرى أن
عمر إنما فعل ذلك اعتمادا على أن الإسلام يكفل هذا الحق لكل من عاش
في كنفه واحتمى بحمى دولته وقد استدل عمر على ما فعل بقوله - تعالى -:
" إنما الصدقات للفقراء والمساكين " ثم قال هذا من المساكين من أهل
الكتاب.
على هذه الأسس الثلاثة قام الاقتصاد في الدولة الإسلامية فأنمى ورئى
وأغنى الفقراء وأعطى للدولة إمكانيات هائلة جعلتها تواجه الأزمات في ثبات
وتتغلب على المشكلات والعقبات.
مصادر الدخل في الدولة الإسلامية
لا بد للدولة من مصادر تعتمد عليها في حياتها الاقتصادية لا سيما وأن
هذه المصادر هي التي تمد الدولة بما تحتاج إليه، من الأموال اللازمة
لتسليح الجيش وإعالة من ينتسبون إليها، وقد اعتمدت الدولة الإسلامية
المصادر الاتية لتدعيم اقتصادها وهي:
1 - الزكاة.
2 - الغنائم.
__________
(1) فتوح البلدان ص: 135.
148