اهتم الإسلام بها فجعلها ركنا من أركان الإسلام من قصر في أدائه يعتبر كافرأ
يقاتل حتى يؤديها أو يقتل، والقرآن الكريم وصف الذين لا يؤتون الزكاة بأنهم
مشركون كافرون باليوم الاخر، قال - تعالى -: "وويل للمشركين، الذين لا
يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون" (1).
وكما اهتم الإسلابم بها كركن من أركان الإسلام الخمسة اهتم
بمصارفها فحددها تحديدا واضحا حتى لا يترك شيئا منها أو ينسى، وبدأ في
ذكر المصارف بالفقراء والمساكين لأنها فريضة اجتماعية فرضها الله لمعالجة
مشكلات الناس التي لا يستطيعون معالجتها إلا بها، قال الله - عز وجل -:
" إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم، وفي
الرقاب، والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله، والله عليم
حكيم " (2).
والآية قد حددت كما ترى المصارف وذلك هو المهم الأعظم في مثل
تلك الأحوال، لأن جمع الأموال يتمكن منه كل من أراده ولكن صرف هذه
الأموال في وجوهها هو المشكلة التي تواجه أورع الناس وأعفهم، ومن أجل
ذلك كان هذا التحديد الواضح حتى لا يزاحمهم غيرهم في أخذها، وحتى
يكون من أخذها بغير حقها عرضة لسخط الله ونقمته، ولأجل هذا لما جاء
رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: اعطني من الصدقة، قال له الرسول: "إن
الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقة حتى حكم هو فيها، فجزأها
ثمانية، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك" (3).
وأول مصارف الزكاة الفقراء: وهم الذين يملكون من المال ما لا يكفي
لحاجتهم ومثلهم المساكين: والفرق بين الاثنين وضحه الحديث في أن
المسكين هو المتعفف مع الحاجة، فلا هو يسأل الناس، ولا يفطن إليه الناس
__________
(3) فصلت:6 - 7.
(4) التوبة: 0 6.
(5) فقه الزكاة (542/ 2).
152