من ورائهم تتحمل عنهم ديونهم ما داموا ينفقونها في المروءات، ويبذلونها
من أجل الخيرات. ويلحق بهؤلاء الذين يقومون بالمشروعات الخيرية التي
يعود نفعها على المجتمع والإنسانية وقد ذكر الاستاذان محمد أبو زهرة
وعبد الوهاب خلاف أنه يجوز ان يخصص جزء من هذا المصرف لإقراض
المحتاجين قرضا حسنا يرد بعد ذلك لبيت المال (1).
وفي سبيل الله: والمراد بسبيل الله هنا كل ما يقوم به أمر الدين، وأولى
المراتب الغزاة في سبيل الله والدعاة إلى الله فهؤلاء يجب أن يخصص لهم
نصيب من الزكاة يتقوون به على حرب أعداء الله، ودعوة غير المسلمين
للدخول في الإسلام. ويأتي بعد ذلك المشاريع العامة التي يقوم بها أمر
الدين والدنيا كالمستشفيات والمدارس وتمهيد الطرق وغير ذلك.
وابن السبيل: والمراد به المسافر الذي انقطع عن بلده وليس معه من
المال ما يبلغه مقصده، على أن يكون سفره في غير معصية، فهذا يعطي من
الصدقات ما يبلغه مقصده ولو كان غنيا، لأن ماله الذي في بلده لا يغني عنه
شيئا في سفره ولهذا قالوا: يعطي لفقره العارض (2).
وبهذا تكون الزكاة قد غطت قسما كبيرا من الناس فرفعت عنهم
الحاجة وكفتهم مذلة السؤال.
2 - خمس الغنائم:
قال تعالى: "واعلموا انما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول
ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل " (3).
والغنيمة هي مال الكفار إذا ظفر بهم المسلمون على وجه الغلبة
والقهر (4) وقد نصت الاية على أن الدولة تأخذ خمس كل ما يغنمه المسلمون
__________
(1) حلقة الدراسات الاجتماعية ص: 254.
(2) فقه السنة (136/ 3).
(3) الأنفال: 41.
(4) فتح القدير (309/ 2).
156