يكلفون ما لا يطيقون، مر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو راجع من
الشام على قوم قد اقيموا في الشمس يصب على رووسهم الزيت، فقال: ما
بال هؤلاء؟ فقالوا: عليهم الجزية لم يؤدوها، فهم يعذبون حتى يؤدوها،
فقال عمر: فما يقولون هم، وما يعتذرون به في الجزية؟ قالوا: يقولون لا
نجد قال: فدعوهم، لا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإني سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تعذبوا الناس فإن الذين يعذبون الناس في الدنيا يعذبهم الله
يوم القيامة " وأمر بهم فخلى سبيلهم (1).
ورغم هذا التساهل في تحصيل الجزية، ورغم هذا الرفق الذي
استعمل في تحصيلها، فقد كان إيراد الدولة الإسلامية من الجزية من البلاد
التي فتحت في عهد عمر- رضي الله عنه - كالآتي:
إيراد الجزية المصرية = ه .. ر.25 ر7 سبعة ملايين ومائتا الف جنيه
مصري.
إيراد الجزية العراقية = 55.ر 528 خمسمائة ويمانية وعشرون ألف
جنيه مصري.
إيراد الجزية الشامية = لم أقف لها على مقدار منفصل.
وعلى هذا يكون مقدار الدخل من الجزية من مصر والعراق هو
555 ر 728 ر7 سبعة ملايين وسبعمائة ويمانية وعشرون الفا من الجنيهات
المصرية.
وأما إيراد الدولة من الخراج فقد كان كالآتي: -
من العراق =. . .ر. 85 ر 4 أربعة ملايين وثمانمائة ألف جنيه مصرى.
من مصر=666 ر 816 يمانمائة وستة عشر ألفا وستمائة وستة وستين
جنيها مصريا.
وأما الشام فليس لها إيراد منفصل، ويكون مقدار دخل الخراج من
__________
(1) نفسه ص: 125.
165