تعالى -: "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما" وقال
-سبحانه - في حق صغار الورثة: "فإن اتستم منهم رشدا فادفعوا إليهم
أموالهم " (1).
والإسلام بهذه القيود قد صان الثروة من الضياع، وحافظ على الاقتصاد
من الانهيار، وبتمليك الورتة حقوقهم كاملة متى كانوا أهلا للتمليك، وفي
إطلاق أيديهم حرة للتصرف فيها إشعار لهم بالثقة الكبيرة التي علقها الإسلام
على رشدهم لاستثمار هذه الأموال وتنميتها.
عندتذ يحرص كل من الورثة على المحافظة على تلك الثقة الغالية،
ويبذل جهده مختارا طائعا في جعل هذه الثروة أضعاف ما استلمها ليبرهن
على جدارته وأحقيته بامتلاكها.
ومتى كان المالك رشيدا، ومتى ما شعر بحرية التصرف فيها عمل على
تطويرها فتصبح أضعافا مضاعفة في يد كل وارث، ويزداد نتيجة لذلك دخل
الدولة من الزكاة وتتحسن تبعا لذلك أوضاع الدولة الاقتصادية.
النقود في الإسلام
لم يكن للدولة الإسلامية الأولى نقود خاصة بها تتعامل بها مع غيرها،
أو يتعامل بها الأفراد بعضهم مع بعض، ولكنهم كانوا يتعاملون بنقود أجنبية
كانت ترد إلى بلادهم عن طريق رحلتي الشتاء والصيف.
فمن بلاد الشام كانت ترد الدنانير الذهبية البيزنطية مع قوافل التجار
الذين كانوا يذهبون إلى تلك البلاد فيبيعون تجارتهم، ويعودون بثمنها من
هذه الدنانير.
ومن العراق كانت تأتي الدراهم الساسانية الفضية مع قوافل التجار
العرب الذين كانوا يتجرون في بلاد الفرس.
__________
(1) النساء:5 - 6.
180