كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فا! ذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم
رووس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون " (1).
وحرم الاحتكار، وعد المحتكر من الخاطئين، قال - ع! يير-: "لا محتكر
إلا خاطىء" (2) ذلك لأن المحتكر إنسان جشع طغت عليه أنانيته، واستبد به
حب نفسه، ولم يدرك حاجة إخوانه واضطرارهم لما احتكره، فراج يجمع
ضرورات الناس وما يحتاجون إليه، ليغليه عليهم عندما يشح في الأسواق ولا
يجد الناس إليه سبيلا عندئذ يخرجه لهم بأسعار لا يطيقونها.
إن الاسلام قد غرس في نفوس المسلمين الإيثار، وأقام العلاقات
بينهم على المحبة والأخوة.
ولهذا فإن الاحتكار يتنافى تماما مع روج الإسلام، حيث تنبني
العلاقات بسبب الاحتكار دائما على الأترة، والاستغلال والانتهازية، ومن
أجل هذا روى ابن ماجة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الجالب مرزوق والمحتكر
ملعون ".
وحرم الرشوة لأنها وسيلة لأكل أموال الناس بالباطل، وذريعة لاغتصاب
الحقوق وحرمان أهلها منها قال تعالى: " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل،
وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإتم: وأنتم
تعلمون " (3). جاء في تفسير الجلالين: " ولا تدلوا بالأموال رشوة إلى
الحكام " (4).
وكم ضاعت أموال على أصحابها بسبب الرشوة، وكم الت أموال إلى
غير ذويها بما بذلوا من رشوة، ترى ماذا يترتب على ذلك من إحن لا تنطفىء
نارها؟ وعداوة لا يخمد أوارها؟.
__________
(1) البقرة: 276 - 77 2.
(2) مسلم (1 1/ 3 4).
(3) البقرة: 88 1.
(4) تفسير الآية.
194

الصفحة 194