السوق ما بين المصلى إلى جرار سعد.
والمراد بالمصلى مصلى العيد وفي محلها اليوم بني مسجد الغمامة
المشهور وهو الحد الجنوبي للسوق، وأما جرار سعد (1) فهي الجرار التي
وضعها قرب ثنية الوداع وكان يسقي الناس فيها الماء بعد موت أمه وهي الحد
الشمالي للسوق.
ويمكننا كذلك أن نحدد السوق من جهة الشرق من كلام ابن زبالة حين
يقول: إن حد السوق الشرقي هو دار العباس بن عبد المطلب بالزوراء قرب
مشهد مالك بن سنان - رضي الله عنه - ويعلق السمهودي على كلام بن زبالة
فيقول: وهذا الجدار في شرقي السوق (2).
وهذا الحد الان دخل في توسعه الحرم الجديدة ما يقرب من خمسين
مترا في واجهة المصرف المعروف ب - البنك الأهلي -.
وأما حد السوق الغربي فلم يذكره أحد بما يمكن تحديده به الآن،
وأغلب الظن أنه يشمل سوق المناخة كله الذي يدخل فيه الان البنك الأهلي
وموقف السيارات الذي أمامه، ومكتبة الملك عبد العزيز ومستشفى الولادة
وموقف السيارات الذي خلفها حتى ينتهي عند جبل السلع مقابل ثنية الوداع.
وعلى هذا يمكن أن نقول: إن سوق المدينة كان محصورا بين الحدود
المذكورة ومعالمها الان كما يأتي:
أهل المدينة إلى يومنا هذا - وهناك ضرب قبة وقال: هذا سوقكم (3).
ولكن هذا المكان الذي وقع عليه الاختيار يبدو أنه كان من أملاك كعب
بن الأشرف اليهودي لهذا فإن كعبا لما رأى القبة قد ضربت في هذا المكان
دخلها، وقطع أطنابها (4).
__________
(1) هو سعد بن عبادة - رضي الله عنه -.
(2) وفاء الوفا (755/ 2).
(3) وفاء الوفا (2/ 748).
(4) أخبار المدينة ص: 99.
206