ابن القيم: والظاهر أنه إنما اشتراها ليلبسها (1).
كذلك كان يعرض في السوق العطر وأنواع الطيب كالزعفران والعنبر
والمسك والعود والكافور (2) ومما كان يباع في السوق ايضا كالزئبق والعقاقير
والسكر (3).
وكان يباع في السوق التمر والزبيب والشعير والقمح المجلوب من
البلقاء (4) والثوم والبصل والكراث والقثاء والبقل والدياء وغير ذلك من أنواع
الخضر (5).
واما الصناعة فكانت أنواعا شتى منها صناعات لا تخلو منها بيئة من
البيئات كالبنائين والتجارين والخياطين، وكانت هذه الصناعات كائنة في
المدينة ذكر ذلك البخاري والكتاني وابن الجوزي وغيرهم.
وكانت هناك صناعات عسكرية تستلزمها ضرورة الدفاع عن النفس
والدين والوطن ولما كان الاسلام دينا يعتبر الجهاد في سبيل الله ذروة الأمر
وسنامه كان لا بد ان تتوفر في أسواقه تلك الصناعة.
فكان سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - يبري النبل ويبيعها في
سوق المدينة (6) وكان نوفل بن الحارث يتاجر في الرماح، ولما أسر يوم بدر
جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فداءه ألف رمح كانت عنده (7).
وكان الحدادون في المدينة يصنعون السيوف ويبيعونها، واتخذ بعضهم
لكيره مكاناً خاصا في السوق تبته فيه، ولما مر به عمر بن الخطاب - رضي
__________
(1) زاد المعاد (1/ 72).
(2) التراتيب الإدارية (36/ 2 - 39).
(3) نفسه (39/ 2).
(4) وفاء الوفا (157/ 2)، التراتيب الادارية (53/ 2)، البخاري (377/ 4).
(5) البخاري (9/ كتاب الأطعمة).
(6) تلبيس إبليس ص: 282.
(7) التراتيب الادارية (38/ 2).
213