كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

الله عنه - ضربه برجله حتى هدمه، وقال: اينقص سوق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) -.
وذكر في الإصابة عند الترجمة لخباب بن الأرث أنه كان حدادا، وكان
يصنع السيوف وكذلك روى البخاري عن خباب قال: كنت قينا في الجاهلية،
وكان لي على العاصي بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى
تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله، يم تبعث، ويروي العيني
عن مقاتل فيقول: صاغ خباب للعاصي شيئا من الحلى، فلما طلب منه الأجر
قال: أنتم تزعمون أن في الجنة الحرير والذهب والفضة والولدان؟ قال
خباب: نعم، قال العاصي: فميعاد ما بيننا الجنة (2).
ولقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - حريصا على انتشار هذه الصناعة بين
المسلمين، فقد روى الكتانى أنه - عليه السلام - لما افتتح خيبر سبى فيما
سبى ثلاثين قينا، وكانوا صناعا سماسر وحدادين.
فقال النبي: "اتركوهم بين المسلمين ينتفعون بصناعتهم، ويتقوون بها
على جهاد عدوهم "، فتركوا (3).
وكانت الدروع تصنع في بلاد الفرس والروم، وتجلب إلى المدينة
فتباع هناك (4) وأما التروس فكانت تصنع في المدينة وكانوا ينقشون عليها
الآيات والحكم والأشعار (5).
وإلى جانب ذلك كانت توجد صناعات أخرى كصناعة دبغ الجلود،
وصبغ الثياب، وصياغة الحلى والنقش على المعادن، وصناعة الحوص،
وكانوا يصنعون القفاف ونحوها من الخوص وهو ورق النخل - وكانت حرفة
سليمان الفارسي - رضي الله عنه - وفى ترجمته في الإصابة، كان سليمان إذا
__________
(1) وفاء الوفا (2/ 9 4 7).
(2) التراتيب الإدارية (74/ 2).
(3) نفسه (75/ 2).
(4) المدرسة العسكرية الإسلامية ص: 260.
(5) نفسه ص: 262.
214

الصفحة 214