كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

أنثى إلا ألحق في مائة وجريبين في كل شهر، قال عمر: (إنما هو حقهم، وأنا
أسعد بادائه إليهم، لو كان من مال الخطاب ما أعطيتموه، ولكن قد علمت أن
فيه فضلا، فلو أنه إذا خرح عطاء أحد هؤلاء ابتاع منه غنما نجلها
بسوادهم، فإذا خرح عطاوه ثانية ابتاع الرأس والرأسين فجعله فيها، فإن بقي
أحد ولده كان لهم شيء قد اعتقدوه، فإني لا أدري ما يكون بعدي وإني
لأعلم بنصيحتي، من طوقني الله أمره، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ممات
غاشا لرعيته لم يرح ريح الجنة ") (1).
وكان في السوق مجال لاستغلال الثروة الحيوانية فقد جاء في وفاء
الوفا، أن بني سليم كانوا يجلبون الخيل والإبل والغنم والسمن - إلى سوق
المدينة (2).
وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: إني أبيع الإبل بالبقيع
بالدنانير وآخذ مكانها الدراهم (3).
والمراد بالبقيع سوق المدينة، فإنهم كان يسمونه أسماء منها،
البطحاء، وبقيع الخيل وسوق المدينة، وبقيع المصلى، وسوق البقيع (4).
__________
(1) البلاذري ص: 439، ولفظ الحديث (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو
غاس لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) متفق عليه.
(2) السمهودي (2/ 754).
(3) سنن أبي داود (2/ 8 6).
(4) السمهودي (2/ 754 - 755).
216

الصفحة 216