كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

وكانت هذه المعاهدة انتصارا سياسيا باهرا للمسلمين، حيث كفت
المسلمين شر اليهود فترة تمكنوا فيها من تنظيم أوضاعهم والوقوف على
أقدامهم في قوة ردعت أعداءهم، وأنزلت بهم هزيمة منكرة، ذاع صيتها في
أنحاء الجزيرة، فأرهبت كل من تسول له نفسه صد الناس عن هذه الدعوة،
أو الوقوف في طريقها، حيث التزم بها اليهود ثمانية عشر شهر تقريبا أي منذ
عقدها حتى انتصر المسلمون في غزوة بدر، تم كان بعد ذلك غدرهم
ونقضهم لها.
ولما كانت هذه المعاهدة عملا سياسيا ناجحا، ودلالة قوية على وعي
المسلمين السياسي، حسن أن نثبتها كما ذكرتها كتب التاريخ.
نص المعاهدة:
بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد النبي - ع! يم - بين
المؤمنين والمسلمين من قريش وتثرب ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم،
أنهم أمة واحدة من دون الناس.
المهاجرون من قريش على ربعتهم (1) يتعاقلون بينهم، وهم يفدون
عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون
معاقلهم الأولى، كل طاتفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،
وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طاتفة منهم تفدي
عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو الحارث على ربعتهم، يتعاقلون
معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،
وبنو النجار على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طاتفة منهم تفدى
عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم،
يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طاتفة منهم تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين
المؤمنين، وبنو النبيث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طاتفة
منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو الأوس على ربعتهم
__________
(1) ربعتهم: حالتهم التي جاء الإسلام وهم عليها.
33

الصفحة 33