كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طاتفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط
بين المؤمنين، وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في
فداء أو عقل (1).
وألا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه، وأن المؤمنين المتقين على من
بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم (2) أو أثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين،
وأن أيديهم عليه جميعا، ولو كان ولد أحدهم، ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر،
ولا ينصر كافرا على مؤمن، وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وأن
المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين
عليهم، وأن سلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في
سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم، وأن كل غازية فرزت معنا يعقب بعضها
بعضا، وأن المؤمنين يفيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله،
وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه، وأنه لا يجبر مشرك ما لا
لقريش ولا نفسا، ولا يحول دونه على مؤمن.
وأنه من اعتبط (3) مؤمنا قتلا عن بحنة فإنه قود ول إلا أن يرضى ولي
المقتول، وأن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه، وأنه لا يحل
لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وامن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدتا ولا
يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ
منه صرف ولا عدل، وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فمرده إلى الله - عز
وجل - وإلى محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن يهود بني عوف
أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم إلا من
__________
(1) العقل: الدية والمعاقل الديات ومفرده معقلة، والمفرج المثقل بالديون.
(2) أي ظلم عظيم.
(3) اعتبطه: قتله لا لجناية تستحق القتل.
34

الصفحة 34