كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

ساوى ملك البحرين، وفي ذي القعدة من العام نفسه أرسل عمرو بن العاص
إلى صاحب عمان، وبعث المهاجر بن أبي أمية إلى الحارث بن عبد كلال
الحميري باليمن (1).
وفي ربيع الأول سنة تسع أرسل أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى
اليمن يدعوان إلى الإسلام (2) وفي ربيع الآخر أرسل سرية إلى الحبشة. وفي
رجب من نفس العام جهز جيش العسرة لغزو تبوك، وجاءه وهو بتبوك صاحب
إيلة - مدينة على البحر الأحمر لشمال العقبة - وصالحه ودفع له الجزية، كما
أتاه أهل جرباء وأذرج فأعطوه الجزية - وهما بلدان بين بصرى والبحر
الأحمر - تم أرسل خالد بن الوليد إلى دومة الجندل فأسر ملكها أكيدر وجاء به
إلى الرسول فحقن دمه وصالحه على الجزية (3).
وفي نفس السنة أقبلت الوفود تترى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمثل قبائلها
وتعلن إسلامها، ودارت بينهم وبين الرسول مناظرات ومناقشات نوردها في
موضعها.
وفي السنة العاشرة بعث علي بن أبي طالب إلى اليمن، وعاد منها إلى
مكة فلقي رسول الله في حجة الوداع وبعث جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي
الكلاع الحميري، وذي عمرو يدعوهما إلى الإسلام، فتوفي الرسول وجرير
عندهما، وبعث عمر بن أمية الضمري إلى مسيلمة الكذاب (4) وأخيرا كان
بعث أسامة بن زيد إلى أرض فلسطين (5).
يتضح لنا مما ذكر أن الدفاع عن حدود الدولة، وضمان الأمن لها، لم
يكن سوى مهمة من المهمات الكثيرة التي قام بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
العصر المدني وسنتاول ذلك بالتوضيح في الحياة السياسية إن شاء الله تعالى.
__________
(1) زاد المعاد (1/ 2 6).
(2) نفسه.
(3) ابن هشام (4/ 152، 125، 11 A).
(4) زاد المعاد (63/ 1).
(5) ابن هشام (212/ 4).
49

الصفحة 49