كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

تقديم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وأما بعد؛
فهذا هو الجزء الثاني من موسوعة المدينة المنورة التاريخية، تناولت
فيه قيام دولة الإسلام الأولى، والأسس التي قامت عليها، وبينت نظام الحكم
فيها، كما تناولت الأحكام السياسية والاجتماعية والاقتصادية من خلال النظام
الديني الذي جاء به الرسول يك! وأرسى قواعده، وعمل به الخلفاء
الراشدون - رضي الله عنهم أجمعين - فأقاموا صرج هذا الدين، وفتحوا بلاد
الفرس والروم، وبسطوا سلطان الإسلام على أكبر رقعة عرفها التاريخ تحت
ح كم دولة واحدة يحكمها حاكم واحد، واستفادوا من كلتا الحضارتين
وطوعوهما لمبادىء الإسلام، فلم تبهرهم زخارف الحضارة الرائعة التي
كانت سائدة في كلتا الأمبراطوريتين، ولم تستطع مع شدة بريقها، وقوة
تأثيرها أن تسلخهم عن عاداتهم، أو تخرجهم عن مألوفهم، بل كان إيمانهم
بعقيدتهم، وحبهم لشريعتهم أقوى في نفوسهم من أن تشغلهم عنه أمور مادية
مهما بلغت فلن تتجاوز بقوتها وتأثيرها حدود هذه الحياة التي سيفارقونها بعد
حين، ويودعونها بزخمارفها الفانية إلى الحياة الباقية الخالدة.
وسنرى في هذه الفصول التي نستعرضها في هذا الكتاب روعة النظام
الإسلامي في نواحي الحياة المختلفة مما يثبت جدارة الإسلام لحكم الدنيا

الصفحة 5