كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

للجار حق الحماية والنصرة في الجاهلية على أي وضع كان.
ب - لا يجوز لأحد أن يجير امرأة إلا بإذن أهلها، وكان في الجاهلية من
تسمى بمجير الظعن (1)، فكان يحميها حتى من أهلها.
جـ- لا يجوز لأحد أن يجير قريشا، ولا من وقف إلى جوارها ونصرها،
لأن في إجارتها حماية لها وهي قبيلة معاوية فمن أجارها فقد نصرها
على المسلمين وذلك غير جاتز للمسلم (2).
وبهذا نظم الإسلام الأحلاف والجوار، فأثبت ما يتفق والوضع
الإسلامي، ونفى كل ما يتعارض مع تعاليم الإسلام، وأصبح المجتمع
الإسلامي قائما على أسس ومبادىء تحترم الفضيلة، وتنبذ الرذيلة، وتناصر
الحق وتحارب الباطل، وتقف إلى جوار المظلوم، وتودع الظالم، وبهذا
التنظيم أصبحت الدولة الإسلامية حارسة للأخلاق مراعية للقيم الإنسانية
حتى كانت مصباحا مضيئا وسط هذا الظلام الذي لف العالم أجمع.
__________
(1) جمع ظعينة وهي المرأة.
(2) ينصر في ذلك كله نص المعاهدة في ابن هشام (107/ 2 _108).
74

الصفحة 74