كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

ومعنى ذلك أنها كانت بعد منتصف شهر ربيع الأول، وحيث كانت
الهجرة في ربيع الأول وكانت غزوة بدر في 17 من شهر رمضان من السنة
الثانية للهجرة تكون المؤامرة قد وقعت في بداية العام الهجري الثالث.
وأما ابن إسحاق فيرى أنها كانت في السنة الرابعة بعد حادث بئر
معونة، والذي تؤيده الوقاتع التاريخية أنها كانت في السنة الرابعة وبعد وقعة
بئر معوتة، والدليل -على ذلك أن الذي قتل العامريين اللذين ذهب
رسول الله -! يخي! - الى يهود من بني النضير بسببهما يطلب منهم معونتهم
لتسديد دية الرجلين، هو عمرو بن أمية الضمري، وإنما قتل العامريين ببعض
من قتلهم عامر بن الطفيل العامري من أصحاب رسول الله يوم بئر معونة،
وحيث كانت حادتة بئر معونة في السنة الرابعة، فإن مؤامرة بني النضير تكون
في السنة الرابعة.
يقول القسطلابي، إن عامر بن الطفيل اعتق عمرو بن أمية الضمري لما
قتل أهل بئر معونة عن رقية عن أمه، فخرج عمر إلى المدينة، فصادف رجلين
من بني عامر معهما عقد وعهد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يشعر به عمر، فقال
لهما عمرو: من أنتما؟ فذكرا له أنهما من بني عامر، فتركهما حتى ناما،
فقتلهما عمرو، وظن أنه ظفر ببعض ثأر أصحابه، فأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -
بذلك، فقال: لقد قتلت قتيلين لا ادينهما (1).
ويقول ابن إسحاق: ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني النضير
يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بني عامر، اللذين قتلهما عمرو بن أمية
الضمري، للجوار الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقد لهما، وكان بين بني
النضير وبين بني عامر عقد وحلف، فلما أتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعينهم في
دية ذينك القتيلين، قالوا: نعم يا أبا القاسم، نعينك على ما أجبت، بما
استعنت بنا عليه ثم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل
هذه الحالة - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - الى جنب جدار من بيوتهم قاعد - فمن برجل يعلو
__________
(1) المواهب (1/ 4 0 1).
84

الصفحة 84