كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

الجريمة قادرة على القضاء عليها، لأنها تفقد الصفتين الأساسيتين اللتين
يجب أن تتصف بهما وسائل المقاومة، وهما: الإنصاف والردع.
وإني أستطيع أن أقول إن الدولة الإسلامية قد نشرت الأمن في البلاد
التي حكمتها بما لم تستطع أية دولة في العالم أن تحقق عشر معشار ما
حققته، وكان العامل الأساسي في ذلك هو إقامة الحدود، وعدم التهاون في
تنفيذها حتى إن المحققين يستطيعون أن يحصوا الجرائم التي ارتكبت في
عصر صدر الإسلام لندرتها، ولعدم جرأة الناس على ارتكابها خوفا من الله-
عز وجل - وذلك هو الجانب الروحي، أو خوفا من العقوبة وذلك هو الجانب
المادي.
هكذا أمنت الدولة الإسلامية سكانها، فأخلصوا في خدمتها، وتفانوا
في الدفاع عنها، وكانوا خير شعب، في خير أمة.
99

الصفحة 99