كتاب الحركة العلمية في عصر الرسول وخلفائه

11…
الحَرَكَة العِلميَّة في عَصُر الرِّسُول صلى الله عليه وسلم
الإسلام والعلم:
لم يعرف دين رَفَعَ قدر العلم، واهتم بالتعليم، واحترم العلماء مثل الإسلام، فالقرآن الكريم يرفع العلماء أعلى الدرجات، يقول - تعالى-: (يرفع الله الذين آمنوا منكم، والذين أتوا العلم درجات) (1)، ويجعل - سبحانه - العلم هو الميزة التي يفضل بها بعض الناس على بعض.
قال- تعالى-: (إن الله اصطفاه عليكم، وزاده بسطة في العلم والجسم) (2)، وفضل رسله على سائر خلقه بالحكمة والعلم (ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً) (3)، ويقول في موسى - عليه السلام-: (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً) (4)، ويقول في العبد الصالح: (فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا، وعلمناه من لدنا علماً) (5)، وهكذا يقول في لوط وداود وسليمان.
ولما رفع الإسلام قدر العلماء، وجعل العلم ميزاناً يزن به الرجال فيرفع به أقواماً ويخفض بفقده آخرين، ختم على المسلمين طلب العلم، وافترضه…
__________
(1) المجادلة: 11.
(2) البقرة: 247.
(3) يوسف: 22.
(4) القصص: 14.
(5) الكهف: 65.

الصفحة 11