128…حي من اليمن (1) وكان كنانة مقيماً في مصر مع القبائل الفاتحة، واتصل به ابن سبأ كما اتصل تماماً بالغافقي، وهو ممن حاولوا استمالة عمار بن ياسر لما أرسله عثمان إلى مصر يستطلع له اخبارها.
وكنانة هذا أحد زعماء الفرق الأربع التي خرجت من مصر لمحاصرة الخليفة ويبدو أن عبد الله بن سبأ كان قد شحن قلبه الحقد، وملأ نفسه بالبغضاء والكراهية على الخليفة عثمان -رضي الله عنه- حتى روى الطبري أنه كان في طليعة من اقتحم دار عثمان، وكان يحمل في يده شعلة من نار، وأنه تسور على الخليفة داره حيث دخل من دار عمرو بن حزم وعلى أثر دخوله دخلت بقية الشعل (2).
وهو أول من اعتدى على أمير المؤمنين، فأشعره مشقصاً، وحاولت السيدة نائلة زوج الخليفة أن تدفعه عن زوجها، فقطع يدها، ثم وضع السيف على صدر عثمان واتكأ عليه حتى قتله (3).
وكان عاقبة أمره أن يسقط قتيلاً في الحرب التي دارت بين أنصار علي وأنصار معاوية في عام 38هـ عندما توجه عمرو بن العاص لفتح مصر في تلك الفترة (4).
4 - مالك بن الحارث (الأشتر النخعي):
وهو من النخع إحدى قبائل مذحج اليمنية، وهو كما يصفه المؤرخون بطل شجاع، اشترك في معركة اليرموك، وهي أول ماشهده وفق إحدى عينيه في المعركة (5).
وكان محباً للرئاسة، متزمتاً في دينه مغالباً فيه، اتخذ الكوفة مقراً له،…
__________
(1) نفس المرجع (4/ 33).
(2) الطبري (4/ 380).
(3) المرجع نفسه (4/ 393).
(4) الطبري (6/ 58 - 59) أوروبا.
(5) الإصابة (3/ 482).