كتاب الحركة العلمية في عصر الرسول وخلفائه

131…وهناك لقي الأشتر مولى من موالي الأمير سعيد بن العاصي فقتله (1) وبلغ أمير المؤمنين أنهم يريدون أبا موسى الأشعري بدلاً عن سعيد، فأجابهم إلى طلبهم (2).
ولما خرج ثوار الكوفة قاصدين المدينة كان الأشتر قائداً لإحدى الفرق الأربع التي خرجت منها، وتخلف في المدينة بعد عودة الثوار مقتنعين برأي الخليفة (3) ولهذا يتهم بتدبير قصة الكتاب هو وحكيم بن جبلة.
وظل الأشتر متمرداً ثائراً حتى في خلافة علي فقد كان ضمن المؤتمرين لإفشال الصلح الذي كاد يتم بين علي وطلحة والزبير وعائشة -رضي الله عنهم - وبعد موقعة الجمل بلغ الأشتر أن علياً ولّى عبد الله ابن عباس البصرة فغضب وقال: علام قتلنا الشيخ إذن؟ اليمن لعبيد الله، والحجاز لقثم، والبصرة لعبد الله، والكوفة لعلي (4).
ولم يزل كذلك حتى أسكته علي -رضي الله عنه- بتوليته مصر اتقاء شره - ولكنه لم يكد يصل إلى القلزم (السويس) حتى مات بشربة عسل شربها، قيل أنها كانت مسمومة، وكان ذلك في عام 38هـ (5).
5 - حكيم بن جبلة العبدي:
من قبائل عبد القيس التي كانت تسكن عمان وسواحل الخليج، وسكن البصرة بعد تمصيرها، واشتهر بالشجاعة، والأعمال الفدائية، وكان يخرج مع جيوش المسلمين الغازية.
واستغل القواد فيه تلك الجرأة فأرسلوه في محاولة لاكتشاف الهند، وتمهيد الطريق لكتائب المسلمين حتى يتمكنوا من فتحها (6).

__________
(1) المرجع نفسه.
(2) الطبري (4/ 332).
(3) المرجع نفسه (5/ 120) أوروبا.
(4) المرجع نفسه (4/ 492).
(5) الإصابة (3/ 482).
(6) حاشية العواصم ص: 89.

الصفحة 131