135…
تحِليل وَمُنَاقَشَة
إن أول ما يلاحظه المحقق عند النظر في أحوال هؤلاء النفر الذين باءوا بوزر هذا الجرم الخطير أن أربعة منهم يمنيون وهم: عبد الله بن سبأ، والغافقي بن حرب، وكنانة بن بشر، ومالك بن الحارث، وأن واحداً منهم فقط عماني وهو حكيم بن جبلة.
ولو أضفنا إلى هؤلاء الأربعة رجلين آخرين من رجال الصف الثاني وهما: سودان ابن حمران السكوني، وخالد بن ملجم، لأصبح عدد اليمنيين ستة نفر من عشرة.
ومن هذه الإحصائية نعلم أن ابن سبأ قد استكثر من اليمانية حيث بلغ عددهم ستة من عشرة في حين أن الأربعة الآخرين كان ثلاثة منهم من بني عبد القيس وهم: حكيم بن جبلة وصعصعة بن صوحان وأخوه زيد وواحد من خزاعة وهو عبد الله بن بديل بن ورقاء.
إن عبد الله بن سبأ - وهو من أصل يمني - يعلم أن أهل اليمن من أكثر العرب حمية، وحماساً وأنه من السهل استثارتهم لما فيهم من النخوة والشهامة، وبخاصة إذا كان الجانب الديني هو أساس الاستثارة، ثم هم قومه وعشيرته ولا زالت العصبية تنبض في عروقهم.
وابن سبأ كذلك يعلم أن اليمنيين إذا غضبوا فليس من السهل إرضاؤهم، ولا كفهم عما عزموا عليه، وهم بطبيعتهم وبحكم تأثير البيئة فيهم قوم محاربون وأثمال هؤلاء كما تدل البحوث النفسية يمكن استغلالهم إلى…