150…السوداء، عبد الله ابن سبأ اليهودي لتفويض الخلافة الإسلامية، وإشعال نار الفتنة، وهدم بنيان الإسلام (1).
تكالب الثائرون على دار الخليفة، ومنعوا وصول الماء إليه، وأحرقوا عليه الباب وكان -رضي الله عنه- قد ألزم المسلمون بحق الطاعة له ألا يدافع عنه أحد ممن كان عنده حرصاً على أرواح المسلمين، ومحافظة على دمائهم أن تراق هدراً (2).
وكان عنده في الدار الحسن والحسين، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير، ومروان بن الحكم، وزيد بن ثابت وأبو هريرة، وكانوا جميعاً مستعدين للدفاع عنه وحمايته، ولكنه -رضي الله عنه- عزم عليهم في وضع سلاحهم وخروجهم ولزوم بيوتهم، وكان الحسن بن علي -رضي الله عنهما- آخر من خرج من عنده (3).
وتسور الثائرون دار الخليفة، وقتلوه قيل أن يغضب المسلمون لخليفتهم ويهبوا للدفاع عنه، وكان المسلمون والخليفة نفسه لا يتصورون أن يصل الأمر إلى حد القتل وسفك الدماء، بل كانوا يعتقدون أن الثائرين سيكتنفون بخلع الخليفة حيث لا يوجد سبب يبرر القتل بين الأسباب التي تذرع بها المتمردون.
ولعل الخليفة عزم على من كان عنده من المسلمين بالخروج وعدم القتال حتى لا يسبب وقوفهم دون الخليفة بسلاحهم إلى مزيد من التوتر المفضي إلى إراقة الدماء، ولعله كذلك كان يعتقد أن في صرف هؤلاء الذين جاءوا للدفاع عنه تخفيفاً لحدة التوتر، فتضعف بذلك عزيمة الثائرين عن القتال حتى ولو جاءوا من أجله لأنهم حينئذٍ لا يجدون من أعوان الخليفة من يدخلون معهم في معركة تؤدي إلى الاعتداء على الخليفة نفسه.
ولعله أراد بإخراج من كانوا عنده، ورفض المعونة التي عرضها عليه
…
__________
(1) الخليفة المفتري عليه ص: 87.
(2) العواصم من القواصم ص: 99.
(3) المرجع نفسه ص: 101.