كتاب الحركة العلمية في عصر الرسول وخلفائه

16…ولا شك في أنه - صلى الله عليه وسلم - كان له كتاب يكتبون له الوحي والكتب الخاصة، والمعاهدات والصلح وغير ذلك، وأن هؤلاء الكتاب كانوا يكتبون بالقلم وبالحبر.
سن بدء التعليم
كان السلف الصالح - رضوان الله عليهم - يعلمون أولادهم في سن مبكرة ورويت في ذلك روايات تخرج في كثير من الأحيان عن حدود العقل البشري كما روى القسطلاني أن سفيان بن عيينة حفظ القرآن وهو ابن أربع سنين وكما في فواتح الرحمات من أن الشافعي حفظ الموطأ وهو ابن خمس سنين (1).
قد يكون المراد أنه حفظ شيئاً من القرآن لا كل القرآن، وعلى كل فإن هذه روايات لا يمكن إثباتها بطريق تطمئن له نفس المحقق.
والذي روى عن الإمام مالك - رحمه الله - أن كره أن يعجل بتعليم الأطفال واستنكر أمر الطفل الذي جمع القرآن وهو ابن سبع سنين، وقد علق الكتابي على ذلك بقوله: (إن في أعجال الصبي منعاً من الذي ينبغي أم يفسح له فيه من اللهو المقيم لبنية الأطفال المروح لنفوسهم) (2).
وذكر ابن الحاج في المدخل أن السلف إنما كانوا يقرَّئون أولادهم إذا بلغوا سبع سنين قال: وكثير من الناس يقرئون أولادهم في حالة الصِغَر - أي قبل سن السابعة - وذلك تعب بلا فائدة.
وابتداء التعليم بعد سبع سنين أو في بداية السابعة هو المشهور عند علماء المسلمين أخذاً من حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين وأضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع)) (3).
__________
… (1) نفسه (2/ 297).
(3) رواه أحمد في المستند.
(2) نفسه (2/ 296).

الصفحة 16