160…الخليفة ولهذا حرص على أن يكون المقر الجديد هو الكوفة حيث يوجد أعوانه ومؤيدوه.
2 - إن مالك بن الحارث كان يحرض علياً -رضي الله عنه- على إجبار الصحابة على السير معه إلى العراق.
فإنه لما اعتذر سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، ومحمد ابن مسلمة وأسامة بن زيد عن الخروج مع علي، دخل عليه مالك (الأشتر) فقال: يا أمير المؤمنين، إنا وإن لم نكن من المهاجرين والأنصار، فإنا من التابعين لهم بإحسان، وإن القوم وإن كانوا أولى بما سبقونا إليه، فليسوا بأولى مما شركناهم فيه، وهذه بيعة عامة، الخارج عنها طاعن مستعتب، فحض هؤلاء الذين يريدون التخلف عنك باللسان، فإن أبوا فأدبهم بالحبس (1).
3 - إن عبد الله بن سبأ كان يرافق الثوار سراً حتى اطمأن على قتل الخليفة، وكان من مصلحته أن تخرج العاصمة عن المدينة حتى يستطيع أن يتمم مهمته دون أن ينكشف أمره، فإن بقاء الخليفة في المدينة وحوله كبار الصحابة يؤيدونه بسيوفهم ويسددونه بآرائهم، مما يحبط مسعى ابن سبأ في استمرار الفتنة، ويحول بينه وبين الوصول إلى غايته بتفريق جماعة المسلمين، وإشاعة الفوضى في الولايات الإسلامية.
4 - إن ابن سبأ يستطيع أن يوجه سياسة الدولة كما يشاء من خلال أعوانه، وليس منهم أحد في المدينة، فإن بقيت الخلافة في المدينة عجز عن توجيه الأمور بثورة أخرى وليس من السهل إثارتها ضد علي، وهو الذي بلغ في تعظيمه حد الألوهية، ودعا الناس من قبل إلى الالتفاف حوله ومبايعته (2).
5 - إن الثوار لا يأمنون على أنفسهم، ولا يستطيعون تأمين مصالحهم…
__________
(1) الأخبار الطوال ص: 143.
(2) الطبري (4/ 340 - 341)، ابن الأثير (3/ 155)، الخطط (3/ 263).