173…
الخَاتمَة
التاريخ هو الترجمة العلمية للأمم، وهو المجد الذي تعيش عليه الأجيال المتعاقبة يعتز به كل جيل لأنه حياة الآباء والأجداد، يرى فيه الأسوة التي يقتدي بها، والمثل الذي يحتذيه.
والتاريخ الإسلامي صفحة ناصعة من حياة الأمة التي رباها الإسلام، فكانت خير أمة أخرجت للناس، يرى فيها كل مسلم شباب أمته، ويتعلم من خلاله دروساً في الشجاعة والإقدام، والصبر والحلم، والورع والزهد، والفضائل والأخلاق، والقيم والمثل التي لا حياة للأمم بدونها.
ولهذا كان لزاماً على كل مسلم أن يعرف تاريخ أمته من مصادره المعتمدة الموثوقة، والحق الذي أقوله بمرارة وأسى هو أن التاريخ الإسلامي قد دس فيه كثير مما ليس منه، وأصبح الدارسون للتاريخ يعتمدون على مصادر اشتهر أصحابها بدقة الرواية، وتمحيص الأحداث، واطمأنوا إلى تلك المصادر، ومنحوها كل ثقتهم، وفاتهم أن هذه المصادر قد دس عليها كما دس على غيرها، وأن بعض رواياتها يحتاج إلى تدقيق وتحقيق، وأن المصدر مهما كان لا بدّ ألا يسلم الباحث لكل ما فيه من غير نظر وبحث.
وإننا لنرى المؤرخين الثقات المشهورين بالتحقيق والتدقيق قد تهاونوا في رواية التاريخ ولعل ذلك يرجع في اعتقادهم إلى أن التاريخ لا تبني عليه أحكام شرعية، ولا يتوقف على العلم به حل أو حرمة، فتساهلوا، ورووا كل ما وصل إلى عملهم من غير تدقيق كما أننا من جانب أجر نرى التاريخ قد…