كتاب الحركة العلمية في عصر الرسول وخلفائه

175…
1 - ما جاء في الكتب المقدسة وبخاصة منها ما لم يدخله التحريف والتبديل، وذلك لأنها مصادر موثوقة أنزلها الله على أنبيائه.
2 - النقوش والآثار القديمة، وبخاصة ما يعثر عليه منها في أماكن الحضارة المبحوث عنها لأنها أدلة مادية تدعم البحث وتقويه.
3 - تحكيم العقل فيما لم يرد في شيء مما سبق مع موافقة القواعد العلمية المتفق عليهما، وذلك لأن العقل الإنساني الضابط للقواعد العلمية هو الميزان الموثوق في كل أمر لا يوجد عليه دليل مقطوع به او يغلب على الظن صحته.
ولما لم يتوفر لدى كثير من المؤرخين هذه المصادر، ولم تتح لهم فرصة الاعتماد عليها، وجدنا خلطاً كثيراً في روايات التاريخ عند المؤرخين، كما يذكرون أن نبي الله داود غزا صعل وفالج في يثرب، وأخذ منهم مائة ألف عذراء (1) فكم يكون في المدينة من السكان إذا صح هذا الخبر؟.
وكما ذكروا عند الكلام على خراب سد مارب أن الجرذ الصغير كان يحمل حجراً ضخماً برجليه ويلقي به بعيداً وهذا الحجر لا يطيق حمله كذل وكذا من الرجال، حتى ذكر بعضهم خمسين رجلاً (1).
إن الجرذ وهو ضرب من الفئران - لا يقوى مهما عظم على حمل هذه الصخرة التي يعجز عن حملها خمسين رجلاً، فكيف يرفعها برجليه ويرمي بها بعيداً؟ ومن العجيب أنهم متفقون على أن هذا الجرذ كان أعمى.
وأمثال ذلك كثير في روايات تاريخ تلك الفترة، ولهذا وجب الوقوف من هذه الأخبار موقف الحذر المدقق، حتى لا تختلط الأساطير بحقائق التاريخ.

__________
(1) أخبار مدينة الرسول ص: (12).

الصفحة 175