كتاب الحركة العلمية في عصر الرسول وخلفائه

19…عن الابتكار والإيداع، حيث لا يقبل العقل مطلقاً أن يتساوى المحسن والمسيء والمجد والمهمل، وتعطيل للفطرة السوية عن التطلع إلى المعالي والمجد حيث يسخر الكسالى من الدائبين، وتفتر همم النابغين المخلصين.
وخلاصة القول؛ أن الإسلام حدد سن بدء التعليم بسبع سنين، وقد وافق علماء التربية على تلك القاعدة، وكذلك قرر الإسلام قاعدة إثابة المجدّين المتفوقين، وعقوبة المهملين المقصرين، ويصر على ممارستها مهما خالفها المخالفون.
نظام التعليم
وقد وضع الإسلام أسساً تربوية راعى فيها مصلحة المعلم والمتعلم، وتحرى أن تقوم تلك الأسس على قواعد نفسية وصحية وعقلية حتى تحقق الفائدة المرجوة، ولا شك أن مراعاة هذه الجوانب في التربية من أهم وسائل نجاح العملية التربوية، إذ لو اصطدمت التربية مع الجانب النفسي نشأت عنها العقد المعوقة للنمو، ولو تعارضت مع القوانين الصحية لما استطاع الإنسان يطلب منه تحصيله.
ولهذا وضع الإسلام هذه الأسس مراعياً تلك الجوانب المختلفة في الدارس ومن هذه الأسس ما يأتي:
1 - العطلة الأسبوعية: لا شك في أن النفوس تسأم، والعقول تمل، ومواصلة الدراسة بلا انقطاع أكبر عامل يؤدي إلى السآمة والملل، لهذا لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه طول أيام الأسبوع بل كان يعلمهم أياماً، ويمسك أياماً، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا (1).
__________
… (1) البخاري (1/ 162).

الصفحة 19