22…باختلاف البيئة والأحوال التي يعيش فيها المتعلمون، كما يختلف بالنسبة لنوع الطالب من حيث الذكورة والأنوثة، مع مراعاة أن هذه الاختلافات مهما عظمت يجب ألا تخرج عن حدود الإطار العام للمنهج من حيث تحقيق المصلحة، ومناسبتها للمستوى العقلي للطلاب.
3 - طرق التدريس:
اتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تعليم أصحابه أساليب سماها المحدثون من علماء التربية طرق التدريس، وأهم هذه الطرق ثلاثة: الأولى: الطريقة الإلقائية.
الثانية: الطريقة الاستنباطية.
الثالثة: الطريقة الحوارية.
وكان - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه بالطريقة التي يراها مناسبة للمادة التي يدرسوها لهم، أو بالطريقة التي كان يرى فيها بعثاً لنشاطهم، وحفزا لهِمَمِهم، وقد علم - صلى الله عليه وسلم - بالطرق الثلاثة حسبما كان يقتضيه موضوع الدرس.
درس بالطريقة الإلقائية في الأمور الغيبية، وعند تعليمهم أموراً لم يسبق لهم معرفة بها، وعند الوعظ والإرشاد.
والطريقة الإلقائية في هذه الدروس هي أنجح الطرق، وبخاصة وأنه كان يعلَّم كباراً عندهم من الوعي وقوة الإدراك ما يمكنهم من الاستيعاب، كما كان عندهم من سيلان الذهن ما يمكَّنهم من الحفظ لما يسمعون، ولذلك فإن هذه الطريقة هي المستعملة في المرحلة الجامعية في عصرنا الحاضر.
وأما الطريقة الاستنباطية، فكان يستعملها الرسول إذا كان هناك قرائن تدل على المسؤول عنه، فإنه حينئذ يسأل والقرينة قائمة تدل على الإجابة، ويستنبط ما عندهم من العلم في المسألة فإذا عجزوا عن الإجابة الصحيحة ألقاها عليهم - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك ما روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، حدثوني ما هي؟)) قال:…