28…ويتكلمون بألستنا))، قلت: يا رسول الله، ما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم))، فقلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)) (1).
والحديث الأول من هذه المجموعة فيه ان الصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين كانوا يبدوأن بالأسئلة يوجهونها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يجيبهم.
وفي الثاني ترى أنه هو الذي كان يبدؤهم بالسؤال، ويطلب منهم أن يسألوه ليجيب عن أسئلتهم ويعبر لهم ما رأوا من الرؤيا.
وأما حديث أم سلمة فإننا نرى فيه أن الدرس بدأ إلقائياً ثم تحول إلى حوار بين الطلاب والمعلم.
وفي حديث أبي هريرة يبدأ الرسول الدرس بسؤال لينبههم إلى أهمية ما سيلقي عليهم، ثم يذكر الإجابة، فتدور المناقشة ويبدأ الحوار.
ثم يطالعنا حديث حذيفة، وهو نموذج جلي للطريقة الحوارية، لأننا نلاحظ فيه أن الحوار يحتويه إلى آخر الشوط، فالطالب يسأل والمعلم يجيب، ويبني الطالب على إجابة المعلم سؤالاً آخر، ويطلب الإجابة والمعلم لا يتضجر بل يقابل الأسئلة بصدر رحب، وحلم واناة ويجيب عن السؤال، ثم أننا نرى الطالب يستنصح المعلم (ما ترى إن أدركني ذلك؟) والمعلم ينصحه بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم، ويمعن الطالب في الفرضيات، فإن لم يكن جماعة ولا إمام؟ فينصحه بالبعد عن الفتنة.
وهكذا يتنوع أسلوب المعلم مع طلابه، فتارة يستعمل الطريقة الإلقائية من أول الدرس إلى آخره، وتارة يلجأ إلى الطريقة الاستنباطية ليستخرج ما عندهم من العلم، وحيناً يبدأ الدرس بالطريقة الإلقائية ثم يعطي الطلاب الحق في المناقشة فينتقل منها إلى الطريقة الحوارية أو الاستنباطية.
…
__________
(1) متفق عليه.