32…والجلوس في الأماكن غير الصحية واقراءة فيها.
جـ- التداوي عند الشعور بالمرض، لأن المرض يعطل الإنسان عن تحصيل العلم.
د- الاستعانة على تقوية البصر والجسم والعقل بالتنزه في البساتين ورؤية الماء الجاري والرياضة البدنية، وترك ما يورث السمن من كثرة الطعام والشراب وغير ذلم (1).
هذه آداب ذكرها علماء المسلمين وحثوا المتعلمين على التحلي بها، وقد ألف فيها كثير من العلماء كتباً تعتبر مراجع في هذا الباب منها غير ما ذكرنا لأبي نعيم الأصبهاني، آداب المحدث لعبد الغني البغدادي، وتذكرة السامع والمتكلم لبدر الدين بن جماعة، وجوهر العقدين للسمهودي، والروضة لابن الأزرق، وشرح ألفية العراقي للسخاوي ومقدمة شرح التهذيب للنووي، إلى غير ذلك من الكتب الكثيرة التي تناولت الموضوع.
وإن اهتمام المسلمين بالموضوع وتأليف هذه الكتب فيه دليل قاطع على عناية الإسلام به، وأنه يعتبر من المور الرئيسية وليس من الفروع التي لا يهتم بها.
وينبغي أن يعلم أن الإسلام لا يرى انقطاع طالب العلم للعلم بل لا بأس بأن يشتغل طالب العلم بما يقوم به حياته، ويصلح به معاشه كالتجارة أو الحرفة ونحوها.
عن ابن عباس، عن عمر قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد - وهي من عوالي المدينة - وكنا نتناوب النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل يوماً وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك (2).
…
__________
(1) نقلت هذه الآداب بتصرف من كتاب التراتيب الإدارية (2/ 329 - 332) وقد نقلها هو عن كتاب آداب المتعلمين لأبي نعيم.
(2) البخاري (1/ 185).