كتاب الحركة العلمية في عصر الرسول وخلفائه

33…ومن المعلوم أن عمر - رضي الله عنه - كان يشتغل بالتجارة، وهو لهذا كان يعمل يوماً في تجارته، ويحضر درس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في اليوم الثاني.
ولهذا يعلق ابن حجر على الحديث فيقول: وفيه أن الطالب لا يغفل عن النظر في أمر معاشه ليستعين على طلب العلم وغيره، مع أذه بالحزم في السؤال عما يفوته يوم غيبته، لما علم من حال عمر أنه كان يتعاطى التجارة إذ ذاك (1).
وكان من عادة المسلمين أن يطلبوا العلم قبل الزواج، حتى أن عمر - رضي الله عنه - كان يحث المسلمين على ذلك قبل أن يشغلهم الزواج والأولاد، وتكاليف الحياة الزوجية عن طلبه، يقول - رضي الله عنه -: (تعلموا قبل أن تسودوا) (2).
وقد فسَّرَ بعض العلماء قول عمر فقال: أي قبل أن تتزوجوا لئلا تشغلكم أزواجكم وبيوتكم عن ذلك.
ونبغ من الصحابة رجال كان لهم تلاميذ ومذاهبهم مدارس تنسب إليهم وتشتهر بأسمائهم وهم: عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس - رضي الله عنهم -.
وعندهم بعض المؤرخين ستة فزادوا على هؤلاء: أبو الدرداء، وأبي ابن كعب، وعمر بن الخطاب، وجعلوا علي بن أبي طالب بدلاً من ابن عباس.
وزاد بعضهم معاذ بن جبل - رضي الله عنه - وروى فيه قول ابن كعب، وعمر بن الخطاب، وجعلوا علي بن أبي طالب بدلاً من ابن عباس.
وزاد بعضهم معاذ بن جبل - رضي الله عنه - وروى فيه قول ابن مسعود، كان معاذ معلماً من المعلمين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان يفتي الناس في المدينة في حياة الرسول وأبي بكر.
وقد تتبع العلماء مصادر الفقه عند المذاهب الأربعة المشهورة فوجدوا…
__________
(1) فتح الباري (1/ 186).
(2) التراتيب الإدارية (2/ 234).

الصفحة 33