كتاب الحركة العلمية في عصر الرسول وخلفائه

35…يتعلمه كذلك يجب على المرأة أن تتعلمه، والتقصير فيه خطيئة لا يكفرها إلا الخروج من الجهل به.
يقول ابن حزم - رضي الله عنه فرض الإمام على أزواج النساء وسادات الأرقاء تعليمهن، إما بأنفسهم أو بالإباحة لهن لقاء من يعلمهن، وفرض على الإمام أن يأخذ الناس بذلك، وأن يرتب أقواماً لتعليم الجهال (1).
وقد ورد أن الشفاء بنت عبد الله العدوية علمت حفصة أم المؤمنين - رضي الله عنها - الكتابة بعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم (2) - وعد العلماءُ من النساء المتعلمات في عصر الرسول: عائشة وحفصة وأم سلمة أمهات المؤمنين (3).
وأم ايمن وأم عطية وعاتكة بنت زيد والخنساء بنت الشريد وقتيلة بنت النضر.
ولم يقف الإسلام عند تعليم الحرائر والاهتمام بهن بل تجاوز ذلك على الحث على تعليم الإماء، يقول - صلى الله عليه وسلم - والعبد الملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه - ورجل كانت عنده - أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران) (4).
وكان - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلى النساء فيعظهن ويعلمهن، لأن ترك النساء بغير تعليم يؤدي إلى جهلهن بما يجب عليهن من أمور دينهن، وحقوق أزواجهن، وتربية أولادهن، والنساء نصف المجتمع، وتعليمهن يرفع من مستوى الأمة، ويمكنهن من القيام بواجبهن، وبذلك يسهمن في تطوير الحياة في الأمة التي يعيش فيها.

__________
(1) الأحكام (5/ 121) بتصرف.
(2) نظام الأسرة في الإسلام ص: 33.
(3) وكانت عائشة وأم سلمة يقرآن ولا يكتبان البلاذري ص: 458.
(4) البخاري (1/ 190).

الصفحة 35