37…مع الرجال، حيث الوضع يسمح بذلك للقدرة على التمييز وعدم الاختلاط، فلما كثر حضور الرجال في الدرس، وأصبح حضور النساء يؤدي إلى الاختلاط الممنوع، ولم يعد هناك فرصة يتمكن فيها النساء من الاستفادة المرجوة، طلبن من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يخصص لهن يوماً يعلمهن فيه.
والرسول لم يعترض على الاقتراح، ولم يمتنع عن تدريسهن وتعليمهن مما يفيد أن التعليم حق من حقوق المرأة في الإسلام، لها أن تطالب به، وعلى الدولة أن تيسره لها بالشكل الذي يحفظ عليها عفتها وكرامتها وهي تطلب العلم.
لهذا وافق الرسول على الاقتراح، وحدد لهن مكاناً يجتمعن فيه حتى لا يزاحمهن الرجال، وقد حضر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الموعد والمكان الذي حدده، فأمرهن ووعظهن وحدثهن بما يعود عليهن بالخير والنفع.
مناهج التعليم
اشتملت مناهج التعليم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على جوانب مختلفة من العلم فلم تقتصر على العلوم الدينية، ولم تهمل العلوم الإنسانية، ولم تتجاهل المعارف التي احتاج إليها الناس في معاشهم كما يحتاجون إلى العلوم الدينية في معادهم.
لهذا كانت مناهج التعليم تحتوي على العلوم الدينية والعلوم اللغوية، وتضم العلوم الإنسانية إلى العلوم العسكرية، وخصصت قسطاً غير قليل لعلوم الطب والحساب والأنساب وعلوم الآثار.
نعم، نحن لا نستطيع أن نقول إن هناك حركة علمية منظمة كما هو معروف عندما تطلق الكلمة، ولا نستطيع أن نقول كذلك بوجود مدارس خاصة يجلس فيها المتعلمون لتلقي العلم، ولكننا نستطيع أن نجزم بأن يذور حركة علمية واسعة قد وضعت في ذلك العصر ثم أثمرت وآتت أكلها فيما بعد، كما أن توجيه النساء إلى مكان خاص يلتقين فيه كان خطوة عملية…