كتاب الحركة العلمية في عصر الرسول وخلفائه
5…
تقْدِيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والتسليم على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وأما بعد.
فبمزيد من الاعتزاز والفخر أقدم للقراء الأفاضل الجزء الثالث من موسوعة المدينة المنوّرة التاريخية، وفي هذا الجزء أتناول الحركة العلمية أولاً: في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وثانياً: في عصر الخلفاء الراشدين المهديين - رضي الله عنهم أجمعين - وفي كلا العصرين أبين النهضة الثقافية والفكرية التي أحدثها الإسلام بين أفراد هذه الأمة الأمية، وكيف أخذ بأيديهم ليكونوا رواداً للحركة العلمية العالمية التي غيرت المفاهيم البالية، وأرست للعلم قواعد لا تختلف مع العقل البشري ولا تتنافى مع التشريع الإلهي.
وقد أوضحت أن الإسلام قد وضع نظاماً للتعليم، وحدد العطلة الأسبوعية للمتعلمين وأن طرق التدريس التي نستعملها اليوم ليست وليدة الفكر المعاصر، وإنما هي قديمة وذات جذور عميقة، وضع الرسول صلى الله عليه وسلم أساسها وهو يعلم أصحابه.
ولم يكن منهج التعليم في الإسلام منهجاً عشوائياً، ولكنه كان منهجاً مرحلياً مخططاً، ولم يغفل الإسلام حق المرأة في التعلم، بل أعطاها حظها…
الصفحة 5
192