كتاب الحركة العلمية في عصر الرسول وخلفائه

66…
فصددت حين تركته متجدلا كالجذع بين دكادك وروابي
وعففت عن اثوابه ولو انني كنت المقطر بزنى أثوابي
لا تحسبن الله خاذل دينه ونبيه يا معشر الأحزاب (1)
ويقول -كرم الله وجهه- مبيناً خطأ الذين يزعمون أن التقوى في اللباس الخشن والمظهر الرث.
أجد الثياب إذا اكتسيت فإنها زين الرجال بها تعز وتكرم
ودع التواضع في الثياب تخشعا فالله يعلم اتكن وتكتم
فرثاث ثوبك لا يزيدك زلفة تخش الإله وتتقي ما يحرم (2)
5 - وللزبير بن العوام -رضي الله عنه- يندم ويعتذر عن موقفه يوم الجمل بعد أن اقنعه على بخطأ خروجه.
اخترت عارا على نار مؤججة ما أن يقوم لها خلق من الطين
نادى عليّ بأمر لست أجهله عار لعمرك في الدنيا وفي الدين
فقلت حسبك من عدل أبا حسن فبعض هذا الذي قد قلت يكفيني
ترك الأمور التي أخشى عواقبها في الله أحسن في الدنيا وفي الدين (3)
6 - ورووا لحسان بن ثابت -رضي الله عنه- هذه الأبيات فيمن تألبوا على عثمان بن عفان، وحضروا إلى المدينة لقتله وتركوا الجهاد بالثغور.
أتركتمُ غزو الدروب وجئتم لقتال قوم عند قبر محمد
فلبئس هديِ الصالحين هديتهم ولبئس فعل الجاهل المتعمد
إن تقبلوا نجعل قرى سوادتكم حول المدينة كل لدن مزود
أو تدبروا فلبئسما سافرتم ولمثل أمر إمامكم لم يهتد…
__________
(1) رواها ابن هشام عن ابن إسحاق، وقال ابن هشام: واكثر أهل العلم يشك فيها لعلي بن أبي طالب (3/ 135).
(2) البداية والنهاية (8/ 10).
(3) مروج الذهب (2/ 247).

الصفحة 66