كتاب الحركة العلمية في عصر الرسول وخلفائه

72…خسيسها في رئيسها، وألا يُستَأْدى خراج ثمرة إلا في أوانها، وأن يصرف ثلث ارتفاعها في عمل جسورها وترعها، فإذا تقرر الحال مع العمال في هذه الأحوال تضاعف ارتفاع المال، والله -تعالى- يوفق في المبتدأ والمآل (1).
والتقرير حسبما هو مذكور في النص يتناول الأمور الآتية:
أولاً: وصف عام يبين نوع تربتها وزراعتها، وطولها وعرضها، وما فيها من جبال وأنهار وهو وصف مع إيجازه دقيق نرى من خلاله صورة واضحة للبلد الموصوف.
ثانياً: وضح أن نهر النيل هو مصدر الخصب لمصر، فهو يشقها، ويسير بين روابيها وأوديتها، وهو ميمون الغدوات، ومبارك الروحات، يجرب بقدر معلوم، وبحساب مرقوم، فإذا جاء وقت الفيضان، ظهرت العيون، وجرت الينابيع، ولا يستطيع أحد أن يتصل بأحد إلا عن طريق القوارب والمراكب، ثم يأخذ في التناقص حتى يعود كما كان قبل الفيضان.
ثالثاً: وصف ما يقوم به السكان من فلاحة الأرض، فهم بعد تناقص الفيضان يخرجون ليحرثوا أرضهم، ويبذروا حبهم، ويتعهدوه حتى تنشق عنه الأرض فيسقيه الندى ويغذيه الثرى حتى تخرج ثمرته، ويزداد محصوله.
رابعاً: يرسم الخطة التي تصلح بها البلاد، ويستقيم بها حال العباد، ويستتب فيها نظام الحكم، فهو يرى ألا يقبل قول السفهاء في حكامها، وألا تحصل الضرائب والخراج إلا في وقتها، وأن ينفق ثلث ما يتحصل منها على إنشاء الجسور، وشق الترع، والاهتمام بالزراعة لأنها هي المورد الرئيسي والطبيعي للبلاد.
خامساً: يوصي التقرير بمتابعة هذه الخطة والمحافظة عليها، ويشير إلى أن…
__________
(1) النجوم الزاهرة (1/ 32 - 33) والنص هنا منقول عن التراتيب الإدارية.

الصفحة 72