78… (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون) (1).
ويحرص على خدمة البيئة، ويدعو المسلمين إليها، ويجعلها شعبة من شعب الإيمان يقول -صلى الله عليه وسلم- ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) (2).
ويجعل الجنة جزاء لمن يحرص على نظافة البيئة وسلامة الناس من الأذى، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مر رجل بغصن شجرة علىظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة)) (3).
وعن أبي برزة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا نبيّ الله، علمني شيئاً انتفع به، قال: (اعزل الأذى عن طريق المسلمين) (4).
وبهذه الكلمات والقواعد العامة يضع الإسلام أسس علم الاجتماع، ويدع تفصيل ذلك للعلماء في كل جيل وفي كل مكان.
وقد وضع الإسلام قواعد لتربية الأفراد تشمل جوانب الإنسان المختلفى من عقل وجسم وروح، ووازن بين هذه الجوانب في التربية مخافة أن يطغى شيء منها على شيء فيصاب الإنسان بخلل ترتع منه حياته، وتهتز بسببه مشاعره وأحاسيسه، فينحرف في سلوكه وميوله، ويصبح مخرباً، وعضواً فاسداً في مجتمعه الذي يعيش فيه.
ومن ثم لا يفصل - الإسلام- في داخل النفس بين الجسم والعقل والروح، ولا يفصل في واقع الحياة بين هذه الطاقات، بل يأخذها بفطرتها السوية، ممتزجة مترابطة، ويرسم لها دستورها على هذا الأساس.
…
__________
(1) الماعون: 4 - 7.
(2) رواه مسلم.
(3) رواه مسلم.
(4) رواه مسلم.