79…الروح والعقل والجسم كلها كيان واحد ممتزج مترابط اسمه الإنسان.
والروح والعقل والجسم كلها تعمل ممتزجة مترابطة في واقع الحياة.
ولقد غلب أحد جوانب الكيان في لحظة، وتتوارى بقية الجوانب أو تنحسر، ولكنها لا تنفصل قط، وإلا فإنها تموت (1).
والقرآن الكريم قد منح كل جانب من هذه الجوانب ما يجعله به قادراً على أداء.
وظيفته التربوية فحث العقل على التفكير والنظر والتدبر في آيات الكون (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض) (2).
(إن في خلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) (3) (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت) (4).
وبقدر هذا الاهتمام بالعقل كان اهتمام القرآن بالروح، ففرض على الإنسان عبادات توصله بربه، وتلحقه بالملأ الأعلى ويجملها القرآن الكريم في آية واحدة (أتل ما أوحيَ إليك من الكتاب، وأقم الصلاة وإن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون) (5).
ولا تقل عناية القرآن بجسم الإنسان عنها بعنايته بعقله وروحه، فقد حرم على الإنسان كل ما يضر بجسمه وصحته أو يضعف من قدرته وقوته، فحرم علينا الزنا (ولا تقربوا الزنا، إنه كان فاحشة وساء سبيلا) (6).
وحرم عليه الخمر وكل ما يفتر الجسم ويخدره (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) (7).
…
__________
(1) منهج التربية الإسلامية ص26.
(2) يونس: 101.
(3) آل عمران: 190.
(4) الغاشية: 17 - 20.
(5) العنكبوت: 45.
(6) الإسراء.
(7) المائدة: 90.