82…مكان العبرة وتوجه إليه، فيظل الإنسان وهو يتلوها متابعاً لأحداثها، متوقعاً لنتائجها، وتظل صورها عالقة في ذهنه فلا تفارقه إلا وقد تركت أثرها في نفسه توجهه إلى حيث أريد بها.
وهناك قصص آخر يعرض نماذج لحالات إنسانية سواء وقعت أو يحتمل أن تقع وهي لا تخلو من خصائص القصة فتوجه إلى الخير وتحذر من الشر، وتقع في النفس موقعها الموجه المؤثر.
والقرآن الكريم مملوء بالقصص من النوعين السابقين ليملأ حياة الإنسان، ويأخذ بيده إلى طريق التربية الصحيحة، يقول الأستاذ محمد قطب: والقرآن يستخدم القصة لجميع أنواع التربية والتوجيه التي يشملها منهجه التربوي: تربية الروح، وتربية العقل، وتربية الجسم، والتوقيع على الخطو المتقابلة في النفس، والتربية بالقدوة، والتربية بالموعظة، فهي سجل حافل لجميع التوجيهات (1).
والله -عز وجل- يقول لنبيه: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك، وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) (2).
4 - التربية بالعادة:
العادة ما يعتاده الإنسان أي ما يكرر عمله مرة بعد مرة وقد يكون ذلك موروثاً عن البيئة أو عن المربين أو الأصدقاء.
والعادة قد تكون حسنة مقبولة كإكرام الضيف، وحماية الجار، والدفاع عن العرض، وقد تكون سيئة قبيحة كشرب الخمر، ووأد البنات، ولعب الميسر.
والإسلام قد استعمل كلا الصنفين كوسيلة للتربية، فأما العادات…
__________
(1) منهج التربية الإسلامية ص 239.
(2) هود: 120.