84…يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، إن الله نعما يعظكم به) (1).
ويذم العادات السيئة ويقبحها، قال -عز وجل-: (ولا تقربوا الزنا، إنه كان فاحشة وساء سبيلا) (2).
وبتناول العادات على هذا النحو تتأصل في الإنسان العادات الصالحة النافعة، ويتخلص من السيء القبيح منها.
5 - التربية بالأحداث:
يقول بعض الحكماء: تمر علينا الحوادث سراعاً والعاقل من وعى منها العبر، والأحداث في الحقيقة هي أوعية التاريخ، وهي الظروف التي تمر بها أجيال متتابعة من البشر، يشعر فيها المتأخرون بنفس شعور المتقدمين وحينئذٍ يحسون بآلامهم، ويقدرون ظروفهم، فيغبطونهم على ما كانوا فيه من خير، ويتألمون لما مسهم من الشر.
وهنا تنفعل النفوس بتلك الأحداث، فتتحمس للمظلومين، وتحقد على الظالمين، وهذه الأحداث كثيراً ما تكون سبباً من أسباب التجميع والتكتل، وفي هذا المعنى يقول الشاعر: فإن يكن الجنس يا ابن الطلح فرقنا إن المصائب تجمعن المصابينا وأكثر من ذلك أن تلك الأحداث عوامل للصمود والثبات والتحدي والاستعلاء، وهنا يبرز دور المربي الماهر، حيث يستغل تلك الأحداث في تطوير هذه الصفات، ويجعلها لوازم لمن يمرون بأمثال هذه الأحداث.
ولقد قام القرآن الكريم بهذا الدور خير قيام كما قام به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فالقرآن الكريم يقص علينا مواقف الأمم السابقة من رسلها، ثم يبين الأحداث التي نزلت بهم نتيجة لتلك المواقف، فيهدد بذلك المعاندين،…
__________
(1) النساء: 58.
(2) الإسراء: 32.