90…الشمس، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((الحمى من فيح جهنم، فأطفئوها بالماء)) (1).
ووضع قاعدة الحجر الصحي حيث قال: ((إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها)) (2).
وأمر بعدم مخالطة ذوي الأمراض المعدية، حتى لا تنتقل الأمراض إلى الأصحاء فقال: ((وفرّ من المجذوم كما تفر من الأسد)) (3).
وأشار إلى أن الحمية هي الأصل الذي يجب أن يسير عليه المسلم حين يقول: ((ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بدّ فاعلاً: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)) (4).
وهذه الأحاديث الشريفة في مجموعها تعطي القواعد الكلية لعلم الطب، فإنه -صلى الله عليه وسلم- أمر بالتداوي، وحثَّ عليه، وبين أنواع العلاج بحسب اختلاف الأمراض، فبعضها وهو ما يعرف بالأمراض الباطنية يعالج بالأدوية، وأشار إليها بشربة العسل وبعضها يحتاج إلى عمليات جراحية وأشار إليه بشرطة المحجم، وبعضها أمراض عصبية أو مستعصية تحتاج إلى جلسات كهربائية مثلاً وأشار إليها بكَية النار.
ثم أنه -صلى الله عليه وسلم- بين أن هناك أمراض معدية فنهى عن مخالطة المريض بها، وأمر بالحجر الصحي عند ظهور الأمراض الوبائية، وأخيراً بين لنا كيف نتناول الطعام حتى لا نتعرض لما يترتب على كثرته من التخمة والأمراض الفتاكة.
ولم يقتصر طبه -صلى الله عليه وسلم- على العلاجات المادية فكان يوصي بالعلاج النفسي، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئاً، وهو يطيب نفس المريض)) (5).
…
__________
(1) رواه البخاري.
(2) البخاري.
(3) البخاري.
(4) رواه الترمذي.
(5) رواه ابن ماجة في سننه.