92…اسمها رفيدة من قبيلة أسلم، وكان لها خيمة في المسجد، وكانت تداوي الجرحى، وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين ويقول: وكان رسول الله -صلى الله عليه- قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق: اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب (1).
وللبخاري في الأدب المفرد، لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق، قيل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة كانت تداوي الجرحى.
يقول ابن حجر: وكذلك ذكرها البخاري في التاريخ عند قصة وفاة سعد بسند صحيح (2).
خامساً - العلوم العسكرية
ولما كان الله -عز وجل- قد فرض الجهاد على الأمة فإن تعلم ما يفيدهم في جهاد عدوهم يكون بالتالي واجباً، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ولهذا فإن القرآن الكريم قد أمر باتخاذ العدة اللازمة لجهاد الأعداء، قال -تعالى-: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) (3).
عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو على المنبر: ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)) ألا أن القوة الرمي، ألا أن القوة الرمي، ألا أن القوة الرمي (4).
وكان -صلى الله عليه وسلم- يسابق بين أصحابه على الخيل والإبل وعلى الأرجل، وكان يحث على الرمي ويحذر من سنيانه، ويأمر بركوب الخيل، وقد فصلت ذلك كله عند الكلام على تدريب الجيش.
…
__________
(1) ابن هشام (3/ 145).
(2) الإصابة (4/ 303).
(3) الأنفال: 8.
(4) رواه مسلم.