93…
سادساً - علوم الأنساب والحساب والفرائض
وهناك آثار كبيرة تحث على تعلم هذه العلوم، وسواء صحت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو عن الخلفاء الراشدين - فهي على كل حال حث على تعلم هذه العلوم، وهي دليل على حرص الصحابة على المحافظة عليها.
جاء في الأنساب: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم) (1) وكان أبو بكر الصديق، وأبو الجهم ابن حذيفة العدوى، وجبير بن مطعم من أعلم العرب بالأنساب.
وذكر الكتاني أن علم الأنساب في الحقيقة ليس عبارة عن نسب الأضخاص والقبائل فإن هذه معرفة بسيطة لا تستحق أن تسمى علماً، وإنما كان النسابون يعرفون أخبار أولئك الأشخاص، وأخبار تلك القبائل وهذا هو التاريخ (2).
وأما علم الحساب فكانوا مضطرين إليه لأنه لا يتم اتقان على الفرائض المقصود به الميراث إلا به، حيث يوجد في المسألة السدس والثلث والربع والثمن، وإذا لم يكن صاحب الفرائض مجيداً للحساب فإنه يتعرض للخطأ.
ولقد حكموا عن عمر -رضي الله عنه- أنه سئل في مسألة في الفرائض فقال: سلوا عنها سعيد ابن جبير، فإنه يعلم عنها مثل ما أعلم، ولكنه احسب مني (3).
وكذلك كان علم الفرائض من العلوم التي حث الرسول على تعلمها، وجمهور العلماء على أنه فرض كفاية، وروى عن عمر قال: (تعلموا الفرائض والإعراب والسنّن كما تعلمون القرآن).
وكان زيد بن ثابت -رضي الله عنه- من أعلم الصحابة بهذا العلم،…
__________
(1) رواه الطبراني.
(2) التراتيب الإدارية (2/ 303).
(3) نفسه ص 310.