كتاب ألفية ابن مالك

بثمانية؛ لقنه ابنه إياها، وهذا مما يصدق ما قيل:" بقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنّى" فجزاه الله خيرا عن هذه الهمّة العليّة.
ورحم الله ابن مالك فقد أحيا من العلم رسوما دارسة، وبيّن معالم طامسة، وجمع من ذلك ما تفرّق، وحقق ما لم يكن تبيّن منه ولا تحقق، ورحم شيخه ثابت بن الخيار، فإنه كان من الثقات الأخيار.
وذكر الصفدي عن الذهبي: أن ابن مالك صنّف الألفية لولده تقيّ الدين المدعوّ بالأسد، واعترضه العلامة العجيسي بأن الذي صنّفه له عن تحقيق المقدمة الأسدية، قال: وأما هذه يعني الألفية فذكر لي من أثق بقوله: إنه صنّفها برسم القاضي شرف الدين هبة الله بن نجم الدين عبد الرحيم بن شمس بن ابراهيم بن عفيف الدين بن هبة الله بن مسلم ابن هبة الله بن حسّان الجهني الحموي الشافعي الشهير بابن البارزي.
وقد قال بعض المغاربة يمدح ابن مالك وألفيته:
لقد مزّقت قلبي سهام جفونها
... كما مزّق اللخميّ مذهب مالك
وصال على الأوصال بالقدّ قدّها ... فأضحت كأبيات بتقطيع مالك
وقلدت إذ ذاك الهوى لمرادها ... كتقليد أعلام النجاة ابن مالك
وملّكتها رقّى لرقّة لفظها
... وإن كنت لا أرضاه ملكا لمالك
وناديتها يا منيتي بذل مهجتي ... ومالي قليل في بديع جمالك

الصفحة 7