كتاب إصلاح غلط المحدثين

الزائف قَسِيّاً لجفائِهِ وصلابتِهِ، وذلك أنّ الجَيِّدَ من الدراهمِ يلينُ وينثني.
37 - قولُ عُمَر، رضي الله عنه: (إنَّ قُرَيْشاً تريدُ أنْ تكونَ مُغَوَّيات لمالِ اللهِ). مُشدَّدة الواو مفتوحتها جمعُ مُغَوّاة، وهي كالحَفِيرةِ والوَهْدَةِ تكونُ في الأرضِ. وعَوامُّ الرواةِ يقولونَ: مُغْوِيات، ساكنة الغين مكسورة الواو، وهو خطأٌ، والصواب هو الأَوَّلُ.
38 - ومما سبيلُهُ أنْ يُخَفّفَ وهم يثقِّلونَهُ قولُهُ، صلّى الله عليه وسلّم، في دعائِهِ: (وأعوذُ بكَ من شرِّ المَسِيح الدَّجّال). قد أُولِعتِ العامَّةُ بتشديدِ السينِ وكسرِ الميمِ ليكونَ، [زَعَموا]، فَصْلاً بينَ مسِيحِ الضلالةِ وبينَ عيسى، صلوات الله (11 أ) عليه، وليس ما ادعوهُ بشيءٍ، وكلاهما مَسيِح، مفتوحة الميم خفيفة السين، فعيسى، صلوات الله عليه، مسيح بمعنى ماسِح، فَعيِل بمعنى فاعِل، لأنَّه كانَ إذا مَسَحَ ذا عاهَةٍ عُوفِيَ. والَدَّجّال مَسيِح، فَعِيل بمعنى مَفْعُول، لأنَّهُ ممسوحُ إحدى العَيْنَيْنِ. [ويُقالُ: معنى المَسيحِ في صفةِ الدجّال: الكَذَّابُ. يُقالُ:

الصفحة 36