كتاب إصلاح غلط المحدثين

الوَجْهُ أنْ يُقالَ: مُحْدِثاً، بكَسْرِ الدالِ. وقد يُحْتَمَلُ أنْ يُقالَ: مُحْدَثاً، بفَتْحِها. والأَوَّلُ أَجْوَدُ.
74 - ونظيرُ هذا قولُهُ، صلّى الله عليه وسلّم، في قصة إبراهيم ابن القِبْطِيّةِ: (أنَّ لَهُ مُرْضِعاً في الجَنّةِ) يُروَى على وَجْهَيْنِ: مُرْضِعاً، من أَرْضَعَتِ المرأةُ فهي مُرْضعٌ. والمُرضعُ: ذاتُ اللبن. فأمَّا المُرْضِعَةُ فهي التي لها وَلَدٌ. ويُروى [أيضاً]: مَرْضَعاً، [مفتوحة الميم] أي رضَاعاً.
75 - (17 أ) وقولُهُ: (لبّيْكَ إنّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ). إنَّ مكسورة الألفِ أَحْسَنُ. وروايةُ العامةِ: أَنَّ الحَمْدَ، مفتوحة الألفِ. أخبرني أبو عُمَر عن أبي العباس ثَعْلَب قالَ: مَنْ قالَ: أنَّ، بفتحِ الألفِ، خَصَّ، ومَنْ قالَ: إنّ، بكسرِها، عَمَّ.
76 - وفي قصَّة سَوْقِ الهَدْي أَنَّ الأَسْلميَّ قالَ: (أَرأيتَ أن أُزْحِفَ عليَّ منها شيءٌ؟ قالَ: تَنْحْرُها ثُمَّ تَصْبُغُ نَعْلَها [في دَمِها] ثُمَّ اضر على صَفْحَتِها، ولا تأكُلْ منها أًنْتَ ولا أحدٌ من أًهْلِ رُفْقَتِكَ). يرويه المحدِّثون: أًزْحَف. والأجودُ أن يُقالَ: أُزْحِف، مضمومة الأَلفِ. يُقالُ: زَحَف البعير إذا قامَ من الإعياء، وأَزحَفَهُ السّفَر.

الصفحة 51