كتاب دحض شبهات على التوحيد من سوء الفهم لثلاثة أحاديث

{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} [التوبة:31] إنه (1) طاعتهم في التحريم والتحليل (2) فسمى ذلك الله شركا
__________
(1) في المطبوعة (أن) .
(2) أخرجه الترمذي في سننه – كتاب التفسير- 5/278،وابن جرير الطبري في تفسيره10/114،والطبراني في الكبير17/92، والبيهقي في سننه- كتاب آداب القاضي- 10/116 كلهم من طريق عبد السلام بن حرب عن غطيف بن أعين عن مصعب بن سعد عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال يا عدي اطرح عنك هذا الوثن، وسمعته يقرأ في سورة براءة: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} قال: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه. هذا لفظ الترمذي. وهذا إسناد ضعيف علته غطيف بن أعين وقيل غضيف ضعفه الدارقطني وغيره- وبه أعل الترمذي هذا الحديث فقال عقبة: "هذا حديث غريب (1) لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث"ا. هـ.
وعبد السلام بن حرب ثقة إمام حافظ إلا أن له مناكير (2) . والحديث عزاه السيوطي في الدر المنثور4/174 لابن سعد (3) وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه. وعزاه ابن كثير في تفسيره2/348 للإمام أحمد ولم أجده في المسند والله أعلم.
وللحديث شاهد من حديث حذيفة موقوفا أخرجه – كما في الدر المنثور 4/174-
.....................................
(1) كذا في النسخة المصرية- وفي بعض النسخ (حسن غريب) ونقل السيوطي في الدر عن الترمذي تحسينه.
(2) فائدة:-نقل السخاوي في فتح المغيث (1/347-ط السلفية بالمدينة) عن ابن دقيق العيد أنه قال في الإلمام:- قولهم "روى مناكير" لا يقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته، وينتهي إلى أن يقال عنه:- منكر الحديث، لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه، والعبارة الأخرى لا تقتضي الديمومة، كيف وقد قال أحمد في "محمد بن إبراهيم التيمي ":- يروي أحاديث منكرة. وهو ممن اتفق عليه الشيخان، وإليه المرجع في حديث إنما الأعمال بالنيات. اهـ.
(3) لم أجده في المطبوعة من الطبقات- ثم رأيت العلامة الشيخ أحمد شاكر قال ذلك في حاشيته على الطبري.

الصفحة 40