كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

أرباب الصلوات، وكثر عديد الأدعياء الجهلاء وطوائف الفقراء والمساكين، يخرجون من مكان إلى مكان، يحملون في أعناقهم التمائم والتعاويذ والسبحات، ويوهمون الناس بالباطل والشبهات، ويرغبونهم في الحج إلى قبور الأولياء، ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور.
وغابت عن الناس فضائل القرآن، فصار يشرب الخمر والأفيون في كل مكان، وانتشرت الرذائل، وهتكت ستر الحرمات على غير خشية ولا استحياء ونال مكة المكرمة والمدينة المنورة ما نال غيرهما من سائر مدن الإسلام. وعلى الجملة؛ فقد بدل المسلمون غير المسلمين، وهبطوا مهبطاً بعيد القرار.
فلو عاد صاحب الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر، ورأى ما كان يدعي الإسلام، لغضب وأطلق على من استحقها1 من المسلمين، كما يعلن المرتدون، وعبدة الأوثان.
وفيما العالم الإسلامي مستغرق في هجعته، ومدلج في ظلمته، إذا بصوت يدوي من قلب صحراء شبه الجزيرة مَهَّد الإسلام، يوقظ المؤمنين، ويدعوهم إلى الإصلاح، والرجوع إلى سواء السبيل والصراط المستقيم. فكان الصارخ هذا الصوت إنما هو المصلح المشهور الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، الذي أشعل نار الوهابية، فاشتعلت واتقدت، واندلعت ألسنتها، إلى كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي.
ثم أخذ هذا الداعي يحض المسلمين على إصلاح النفوس، واستعادة المجد الإسلامي القديم، والعز التليد. تبدت تباشير صبح الإصلاح، ثم بدأ ت اليقظة الكبرى في عالم الإسلام" انتهى.
__________
1 لو أن فيلسوفاً نقريثياً من فلاسفة الإسلام، أو مؤرخاً عبقرياً بصيراً بجميع أمراضه الاجتماعية؛ أراد تشخيص حالته في هذه القرون الأخيرة ما أمكنه أن يصيب المحز،، وأن يطبق المفصل تطبيق هذا الكاتب الأمريكي (شكيب) .

الصفحة 105