كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

ولم يكن للإصلاح الذي بدا زعيماً له هدف، سوى إعادة شريعة الرسول الخالصة إلى سابق عهدها.
وحارب ابن عبد الوهاب فعالات1 المسلمين في إحاطة محمد صلى الله عليه وسلم بتعظيم حرمه الله في كتير من كلامه. وحارب تقديس قبور الأولياء، فحمل أنصاره على هدمها.
وحارب ابن عبد الوهاب ما كان يعيبه على الترك من فساد الأخلاق. وحارب تعاطي المسكرات.
ومما ذكر الناس به، هو أن الشريعة تأمر المسلمين بأن يؤتوا الزكاة2، وتحرم عليهم الزينة3، وتلزم القضاة بالنزاهة التامة.
ومما عني به على الخصوص إبقاء روح الجهاد في قومه لما أدى إليه الجهاد من نصر عجيب منذ قرون.
ولا يمكن أن تنعت أقواله بالإلحاد على العموم لما بدع تكراراً لسور القرآن، وهو لموافقته تعاليم الإسلام الصحيحة كان بالغ الأثر لمبادئه، فصار صناديد قبائل نجد ينضمون إلى لوائه، أفراداً وأرسالاً، فيؤلفون جيشاً صغيراً بقيادة محمد بن سعود من عشيرة المساليخ، وكان محمد قد اعتنق المذهب الجديد في الدرعية، فأبصر ابن عبد الوهاب فيه من المواهب الحربية ما لم يجده في الغير، فزوجه بابنته، مفوضاً إليه أمر حكومة الوهابيين السياسية".
واستمر الكاتب في كتابته حتى قال:
__________
1 تأمّل كيف عرف هذا المؤرخ الأجنبي عن ديننا تعاليم هذا المصلح الكبير الصحيحة، وأنه قصد إرجاع الناس إلى الدين الصحيح، وتنقيته من شوائب البدع والوثنية، وكيف أنصف هذا الأجنبي، وعرف دين الرسول الصحيح، وما طرأ عليه مما لا يتفق وتعاليم الرسول، ولم يعرفه الكثيرون من المنتسبين إلى الإسلام.
2 أي: وسائر أركان الإسلام.
3 كلبس الحرير والذهب للرجال، لا مطلق الزينة.

الصفحة 111