كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

شيوخه بالمدينة المنورة:
وكان فيها إذ ذاك من العلماء العاملين، الشيخ: عبد الله بن إبراهيم بن سيف من آل سيف النجدي، كان رأساً في بلد المجمعة.
فأخذ عنه الشيخ: محمد بن عبد الوهاب كثيراً من العلم، وأحبه الشيخ عبد الله، وكان به حفياً، وبذل جهداً كبيراً في تثقيفه وتعليمه، وكان من أكبر عوامل توثيق الروابط بينهما وتمكين المحبة توافق أفكاره ومبدئه مع تلميذه في عقيدة التوحيد، والتألم مما عليه أهل نجد وغيرهم من عقائد باطلة، وأعمال زائفة.
واستفاد الشيخ من مصاحبته فوائد عظيمة، وأجازه الشيخ: عبد الله بالحديث المشهور والمسلسل بالأولية "الراحمون يرحمهم الرحمن" من طريقين:
أحدهما: من طريق ابن مفلح عن شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، وينتهي إلى الإمام أحمد.
والثاني: من طريق عبد الرحمن بن رجب عن العلامة ابن القيم عن شيخ شيخ الإسلام، وينتهي أيضاً إلى الإمام أحمد.
كما أجازه الشيخ بكل مافي ثبت الشيخ عبد الباقي الحنبلي، شيخ مشايخ وقته؛ قراءة وعلماً وتعليماً، صحيح البخاري بسنده إلى مؤلفه، وصحيح مسلم وشروح الصحيحين، وسنن الترمذي والنسائي، وأبي داود، وابن ماجة ومؤلفات الدارمي، بسنده المتصل إلى المؤلف.
ومسند الإمام الشافعي، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد، إلى غير ذلك مما ثبت في ثبت الشيخ عبد الباقي.
ثم وصل الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف حبل الشيخ محمد، بحبل المحدث الشيخ محمد حياة السندي، وعرفه به وبما هو عليه من عقيدة صافية، وبما تجيش به نفسه من مقت الأعمال الشائعة في كل مكان من البدع، والشرك الأكبر والأصغر، وأنه إنما خرج من نجد للرحلة في طلب العلم،

الصفحة 16